Subscribe:

الاسطورة

الثلاثاء، 26 فبراير 2013

خادم هارب


خادم هارب

صورة: ‏سنكسار ثاني ايام صوم يونان النبي (صوم اهل نينوي )

اليوم 19 من الشهر المبارك أمشير, أحسن الله استقباله، وأعاده علينا وعليكم، ونحن في هدوء واطمئنان، مغفوري الخطايا والآثام، من قِبَل مراحم الرب، يا آبائي وأخوتي.
آمين.
19- اليوم التاسع عشر - شهر أمشير
نقل اعضاء القديس مرتيانوس الراهب
في هذا اليوم نعيد بتذكار نقل أعضاء القديس مرتينيانوس الراهب المجاهد من اثنيا إلى إنطاكية . و ذلك انه بعد إن اجتذب امرأة زانية إلى التوبة فالرهبانية تركها في أحد الأديرة و مضي إلى الجزيرة و طاف بلادا كثيرة . و أخيرا جاء إلى مدينة أثينا فأقام بها أياما قلائل إلى إن اعتل جسده و تنيح بسلام و قد اهتم ينقل جسده القديس ديمتريوس بطريرك إنطاكية في عهد الملك فاليريانوس الوثني ، إذ أرسل كهنة إلى مدينة أثينا فحملوا جسد القديس مرتينيانوس إلى إنطاكية بإكرام و تبجيل عظيمين ثم وضعه في صندوق و رسم إن يعيد له كل سنة في مثل هذا اليوم . صلاته تكون معنا و لربنا المجد دائما أبديا امين.أحباء الأنبا رافائيل Lovers of Bishop Raphael‏

قُم اذهب إلى نينوى المدينة العظيمة ونادِ عليها .. فقام يونان ليهرب إلى ترشيش ( يون 1: 2 ،3) 


نينوى وترشيش. الأولى كانت هدفاً إلهياً قصد الله أن يرسل عبده يونان إليها. أما الثانية فمع أنها نظير نينوى مدينة وثنية ولكن لم يكن في مشروع الله أن يرسل إليها يونان. فلماذا فكَّر يونان في الذهاب إليها؟ كان يمكن أن يذهب إلى نينوى بطريق البر، أما ترشيش فميناء على البحر الأبيض في أسبانيا في أقصى الغرب تقابلها يافا في أقصى الشرق. فلم يختر يونان ميناء متوسطاً بل اختار أبعد ميناء، ولا شك أن أجرة الوصول إليها كانت كبيرة. ولكن يونان دفع الأجرة لأنه لم يُرِد أن يذهب إلى نينوى ولا أن يبقى في أرض الرب. وهذا يأتي بنا إلى قول الرب "احملوا نيري عليكم ... لأن نيري هيّن وحملي خفيف" ( مت 11: 29 ). إن الطاعة لا تكلف أية مشقة أو تعب "حافظ الوصية لا يشعر بأمر شاق" ( جا 8: 5 ) أما العصيان فيكلف كثيراً. هذا فضلاً عن أن الرب يعطي معونات للمطيع، لا سيما عندما تكون المأمورية بتكليف منه. إنه يرسل إليك قوة وعوناً "لأنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طرقك" ( مز 91: 11 ) فالطريق سهلة عند التصميم على الطاعة. 

ولماذا اختار يونان الطريق الشاق القاسي؟ إننا إذا لم نتعلم أن نتخلص من أنانيتنا وإرادتنا الذاتية، فلا بد أن ندفع الغرامة. أما إذا تنازلنا عن رأينا وسلَّمنا للرب فإنه يرسل لنا قوة تحمينا وتحفظنا. 

كان بولس مأخوذاً أسيراً في رحلة مثل هذه، ولكن الله أكرمه إذ قال "لأنه وقف بي هذه الليلة ملاك الإله الذي أنا له والذي أعبده قائلاً: لا تخف يا بولس ... وهوذا قد وهبك الله جميع المسافرين معك" ( أع 27: 23 ،24). أما يونان فقد اعترضه الله في نصف الطريق وأهاج على السفينة رياحاً مُضادة ليعطلها عن السير. إن المؤمن العاصي يسبب خسائر للآخرين ويتلف سلام نفسه وسلام غيره. 

ولنعقد مقارنة بين يونان وفيلبس المبشر الذي كان في السامرة وقد نجحت خدمته هناك، ولكن قال له الرب: قُم اذهب نحو الجنوب على الطريق المنحدرة من أورشليم إلى غزة التي هي برية، فقام وذهب حيث قابل الوزير الحبشي وأوصل إليه رسالة الخلاص. ثم يقول الوحي: "خطف روح الرب فيلبس فوُجد في أشدود". فما أجمل النتائج للمؤمن المُطيع.

0 التعليقات:

إرسال تعليق